إطلاق المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً من مقر الجامعة العربية

إطلاق المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً من مقر الجامعة العربية
إطلاق المرصد العربي لتنمية المرأة

شهدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، انعقاد اجتماع رفيع المستوى على مستوى المندوبين الدائمين، والذي خصص لمناقشة خطة الانطلاق الرسمية للمرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً، وذلك بحضور الأمين العام المساعد للجامعة، الدكتورة هيفاء أبو غزالة، والأمين العام للاتحاد النسائي العام في دولة الإمارات، نورة السويدي.

وأكدت السفيرة أبو غزالة خلال كلمتها في الاجتماع، وفق بيان ورد عن المكتب الإعلامي للجامعة العربية، أن التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة يأتي في صميم أولويات جامعة الدول العربية، باعتباره مدخلاً محورياً لدعم السياسات التنموية المتعددة، من نظم الحماية الاجتماعية إلى الأمن الغذائي وتحقيق السلم والأمن في المجتمعات العربية.

وشدّدت أبو غزالة على أهمية تحقيق تكافؤ الفرص في المشاركة الاقتصادية بين الجنسين، معتبرة ذلك أحد أبرز الروافد الدافعة للتقدم الاقتصادي على المستويات الوطنية. 

وكشفت عن خطوات واسعة تبنتها الجامعة العربية لسد الفجوة الاقتصادية بين النساء والرجال، من خلال رؤية إقليمية طموحة تهدف إلى تمكين المرأة اقتصاديًا، اجتماعيًا، مؤسسيًا، سياسيًا وقانونيًا، وتجسدت هذه الرؤية في الإعلان الوزاري حول "الإنصاف والتكافؤ بين الجنسين لأجل استدامة تنموية وبيئية"، ضمن أجندة تنمية المرأة العربية (2023-2028)، التي حظيت باعتماد رسمي على مستوى القمة العربية.

برنامج إقليمي حتى عام 2028

أعلنت الأمانة العامة عن إعداد إطار استراتيجي شامل تم تدعيمه بخطة عمل تنفيذية للبرنامج الإقليمي للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة في المنطقة العربية للفترة 2025-2028، مشيرة إلى أنه سيتم عرضه على جدول أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، المقرر عقدها في بغداد خلال شهر مايو المقبل. 

ويعكس هذا التوجه التزام الجامعة بتوفير برامج مستدامة تستجيب لاحتياجات النساء العربيات وتفتح أمامهن آفاقاً جديدة للمشاركة الاقتصادية الفعالة.

وكشفت أبو غزالة أن الخطة التنفيذية تتضمن محورًا رئيسيًا يتمثل في "بناء القدرات وإتاحة المعلومات لرائدات الأعمال"، من خلال تصميم منصة إلكترونية توفر الأدوات اللازمة لتمكين النساء من دخول أسواق جديدة. 

وستشمل الخطة إنشاء منصة إلكترونية ثانية مخصصة لدعم خريجات مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، بهدف تسهيل حصولهن على فرص عمل، لا سيما في القطاعات الخضراء.

وأوضحت أن المنطقة العربية تسجّل نسبة مرتفعة من خريجات العلوم والتكنولوجيا مقارنة بباقي مناطق العالم، إلا أن معدلات مشاركة النساء في سوق العمل تبقى الأدنى عالميًا، حيث لا تتجاوز 19.5% وفق تقديرات منظمة العمل الدولية لعام 2023، مما يعكس فجوة كبيرة بين مؤشرات التعليم والاندماج الفعلي في الاقتصاد.

الفقر والنزاعات تحدّ من فرص النساء

لفتت أبو غزالة إلى أن النساء في عدد من الدول العربية يواجهن أنواعًا مركبة من الفقر، تتراوح بين فقر الدخل، فقر القدرات، وفقر الفرص، وهو ما تفاقم بفعل النزاعات المسلحة، والحروب، والاحتلال الإسرائيلي، وغيرها من الأزمات التي تعاني منها المنطقة. 

ورغم هذه التحديات، رأت أن التقدم الملحوظ في مؤشرات التعليم والصحة لدى النساء العربيات يمثل فرصة واعدة يجب البناء عليها لتقليص فجوة المشاركة في سوق العمل، من خلال مبادرات إقليمية متكاملة مثل المرصد العربي.

ويأتي تدشين المرصد العربي في إطار جهود دعم العمل العربي المشترك وتفعيل آليات إقليمية جديدة لتعزيز دور المرأة في التنمية المستدامة، حيث تسعى جامعة الدول العربية، بالتعاون مع الدول الأعضاء، إلى وضع سياسات فاعلة لتحقيق المساواة الاقتصادية والاجتماعية، وضمان مشاركة النساء في صنع القرار على كافة المستويات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية